تربية الكلاب الأليفة بين الرغبة الإزعاج - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

تربية الكلاب الأليفة بين الرغبة الإزعاج
«جولاني» - 25\11\2011
شاعت في السنوات الأخيرة ظاهرة تربية الكلاب الأليفة في البيوت فجلبت معها العديد من الإشكاليات حتى أصبحت قضية مقلقة تهدد راحة وسلامة المواطنين.

يوم أمس قام مجهولون بوضع غذاء مسموم في «حارة الحصيد» في مجدل شمس، ما أدى إلى إصابة خمسة كلاب أليفة بالتسمم، قام أصحابها باستدعاء الطبيب البيطري لمعالجتها لكنه لم يتمكن من ذلك ما أدى إلى نفوقها جميعاً.


الطبيب البيطري حسان الصفدي

الطبيب البيطري حسان الصفدي، الذي عاين الكلاب، وصف ما حدث بأنه مجزرة ضد هذه الكلاب، خاصة وأن هذه الكلاب ليست برية ولا شاردة، وإنما كلاب لها أصحابها وقد تلقت التطعيمات اللازمة ويتم الاعتناء بها على أكمل وجه.

ويوضح الدكتور حسان أن ظاهرة تربية الحيوانات الأليفة في البيوت، مثل الكلاب والقطط، هي ظاهرة حديثة في مجتمعنا، ولذلك لا بد من المرور بمرحلة إشكالية ريثما يتعلم الناس كيفية التعامل مع هذه الحيوانات. فاقتناء حيوان أليف يحمل معه الكثير من الاستحقاقات التي لا يعيرها الناس اهتماماً عندما يفعلون ذلك. وفي طليعة هذه الاستحقاقات تأمين العناية الطبية اللازمة وإعطاء التطعيمات المطلوبة، وهذه قضية مكلفة، تغيب عن بال الناس عندما يقررون اقتنائها. قسم من هذه التطعيمات هي دورية بينما يعتقد الناس أنه يكفي القيام بها مرة واحدة، وهذا غير صحيح، وهذه التطعيمات مكلفة. كذلك من الضروري تأمين مكان مناسب لهذه الحيوانات، وعدم تركها تسرح كما يطيب لها في الحارة أو البلدة، فهذا أمر غير سليم وغير قانوني، إذ يمكن للجهات المختصة حجز هذه الكلاب وتغريم أصحابها غرامات مالية كبيرة. فمن المفروض أن تبقى هذه الكلاب في إطار البيت وجواره، وأن لا تخرج أبداً إلى الشارع إلا برفقة أحد أصحاب البيت، وذلك لكي لا تزعج الجيران والأهالي أو أن تقوم هذه الكلاب بمهاجمة أحد، والمسؤولية بذلك تقع على عاتق أصحابها وقد تصل عقوبتها في حال وقوعها إلى حبس أصحابها، وهو ما يغيب عن بال الناس أيضاً.


أحد الكلاب التي تعرضت للتسمم

ويضيف الدكتور حسان أن الإشكالية الرئيسية تبقى تخلي أصحاب هذه الكلاب عنها بعد فترة قصيرة من اقتنائها، عندما يكتشفون أن العملية ليست بالسهولة التي كانوا يضنونها، وأن القضية تحتاج إلى مسؤولية وتتطلب مجهوداً ومالاً، فيقومون بالتخلص منها عبر إطلاقها إلى الشارع، لتصبح كلاباً شاردة، فتتحول إلى عبئ على المجتمع ومصدر إزعاج وخطر صحي على الناس.
قسم آخر من الناس يستمر من باقتناء هذه الكلاب لكنهم يبقونها على طليقة على الشارع، وهذا أيضاً يسبب إزعاجاً للجيران وإرباكاً للناس الذين لا يستطيعون التمييز بين هذه الكلاب والكلاب الشاردة التي لا يعتنى بها، ويبدو أن هذا ما حصل في حالة الكلاب الخمسة التي تسممت.

وكان بعض الأهالي قد تحدثوا عن انزعاجهم من عدم قيام السلطات المختصة بمعالجة قضية الكلاب الشاردة. ويقول هؤلاء أن على هذه السلطات القبض على الكلاب الشاردة وحجزها في الأماكن المخصصة لذلك، وإذا تبين أن بينها كلاب أليفة لها أصحابها فيجب تغريم أصحابها بغرامات مالية تجعلهم يهتمون بكلابهم وتردعهم عن تركها على الشارع.